خطوات نحو حياة زوجية سعيدة‎

خطوات نحو حياة زوجية سعيدة‎

السعادة في الحياة الزوجية ليست ثابتة، بل تتغير بناءً على المجهود الذي يبذله الزوجان لتحقيقها. لذا، يتوجب عليهما السعي الحثيث والمتواصل لتحقيق السعادة، وليس فقط التركيز على المحافظة عليها.

خطوات نحو حياة زوجية سعيدة‎
خطوات نحو حياة زوجية سعيدة‎


الثقة

الثقة هي وسيلة لتحقيق السعادة، حيث نصح عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ابنته عند الزواج أن تتجنب الغيرة، لأنها تؤدي إلى الطلاق. وفي حديث جابر بن عتيك الأنصاري الذي رواه النبي صلى الله عليه وسلم، وُجد أن بعض أنواع الغيرة يحبها الله، بينما تكرهها في أنواع أخرى.

 أما الغيرة المشروعة في الريبة فهي تهدف إلى الدفاع عن الدين، أما الغيرة غير الشرعية فيجب تجنبها تمامًا. لا شك أن الحياة لا تكتمل ولا تستمر إذا كان هناك شك أو غيرة، لذلك يجب أن تكون الثقة متبادلة وبلا عيوب، لأن أي شك يتبدد حبه وتنهار العلاقة بسرعة.

لا يوجد مشكلة في الزواج يمكن علاجها وحلها، باستثناء الشك، حيث إذا ظهرت سرعان ما تنمو هذه الشكوك وتتكاثر، ويصبح صعبًا علاجها. وقد يستغل أحد الأطراف بعض الأمور أو الإشارات الخفية لإثارة شك الآخر، وهذا يعد لعبة خطيرة ومثل اللعب بالنار.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن للرجل أن يذكر لزوجته أن النساء يعجبن به ويتناولن حوله، ويمكنه أيضًا أن يبدي إعجابه بامرأة معينة أو يتحدث عن صفاتها بإيجابية، وهذا يزعج الزوجة ويؤثر على عواطفها تجاهه بالتدريج.

من الممكن أن تعبر الزوجة عن غيرتها من خلال إبداء مزيد من الاهتمام بزوجها ، ولكن هناك شك راسخ في نفوسها ، وأوهام راسخة في عقلها ، أدت إلى مرارة تعلق بمشاعرها. .

يمكن للزوج أن يظهر غيرته واهتمامه الحقيقي تجاه زوجته، التي يتسابق الرجال للفوز بها، ولكن يمكن أن يفقد الحب البريء والعلاقة النقية بينهما. يمكن أن يتشوه اعتقاد الزوج بصورة زوجته وتتغير نظرته لها، وبذلك تتحول الصورة بالصورة الكاملة لتفسد العلاقة الزوجية.

يرون بعض خبراء علم النفس أن الشخص الذي يمارس لعبة الشك لا يستحق الثقة، ويحمل داخله العدوانية، ويمكنه بالفعل الخيانة، وذلك لأنه يستطيع لعب هذه اللعبة بالتخيل وصياغة سيناريو الخيانة.

يمكن للسيدات اللجوء إلى الغيرة والشك إذا كان الزوج يهملهن، وكذلك يمكن للرجال الوصول إلى هذه الأسلوب إذا تم تهميش شريك الحياة. ومع ذلك، فإنه لا يوصى بإدخال قنبلة من الشك في العلاقة، لأن ذلك سيؤدي إلى الإفساد والتدمير. يجب الاعتماد على الثقة المشتركة في بناء العلاقة الزوجية لتحقيق الاستقرار والسعادة.

المدح

إن الحصول على إعجاب جميع الأشخاص قد يبدو جيدًا، ولكن في حالة عدم حصولك على إعجاب رفيق حياتك، فإنك ستشعر بأنك غير مرغوب به وتفقد الثقة بنفسك. يجب أن تعرف أن هذا الرفيق هو الشخص الوحيد الذي يستحق منك التركيز عليه، فهو الشخص الذي يستحق منك إظهار كل مقوماتك الجمالية والعقلية والنفسية والنجاحية. تركز على ردود أفعال هذا الرفيق الذي يعبر عن حبه وتقديره لك، 

ويقدم لك الدعم والتشجيع في كل مرحلة من حياتك. لذلك، يجب أن تكون عبارات الإعجاب الخاصة بك تعبر عن مستويات عالية من الذكاء والإبداع والتغلب على الصعاب. لا يجب أن تركز على الشكل الخارجي فحسب، بل يجب أن تركز أيضًا على المواهب والإنجازات المتميزة.

يجلب الثناء بين الزوجين السعادة والفرح في النفس، وهو حاجةٌ نفسيةٌ مهمة يحتاجها الزوجان على حدٍ سواء. ويعتبر مدح الرسول صلى الله عليه وسلم للسيدة خديجة نموذجًا جيدًا حيث قال: "آمنت بي عندما كفر بي الآخرون، وصدقت لي عندما كذبوا علي، ووثقت بمالها".

وحكي عن عمر بن الخطاب أنه نصح إحدى النساء اللواتي قالت لزوجهن إنها تكرهه، حيث إن الأسرة تقوم على الحب والمودة والرعاية، ويحق لكلا الشريكين أن يمدح أو يبدي إعجابه عن الآخر، وبالتالي فإن كلام الرجل لزوجته أو النساء لزوجهن لا يظهر النفاق أو الكذب.

لغة الحوار

يحادث الإنسان أحياناً بالصمت مع أقرب أفراد حوله، إذ يجد العطر الجميل فيه، وينقله تنفسه ونظرات عينيه وتعبيرات وجهه. وينبغي أن يكون الحوار الزوجي دائماً ودوداً وذات روح طيبة ، بسيطة وسهل الإنجاز، حتى في حالات العداوة والغضب. والعداء يفسد حياة الزوجية تدريجياً دون أن يشعر الأزواج بهذا الأمر.

تحدث بلطف، استخدم ألفاظًا لطيفة حتى لو كنت تريد التعبير عن الأمور الصعبة. أنت لست عدوًا أو منافسًا، بل رفيق حياتك وشريكك في العشرة والمودة والرحمة. لذلك، قم بالحوار بلطف وبكلمات تنم عن الاحترام والمودة.

حذر بشدة من الانتقادات بأي شكل من الأشكال.. حذر بشدة من التجريح والإساءة.. شدد على تجنب اللوم والانتقادات اللاذعة.. يجب أن تكون ملامح وجهك ودودة.. ويرجى أن تكون نظرات عينك مشفقة.. وينبغي أن تتحلى ملامح صوتك بالودية.. وعليك أن تتحدث بكلمات حميدة ولطيفة.

انفعل واغضب وتشاجر وفكر فيما تقول، لكن لا يتعين عليك أن تفقد روح الرحمة والود. فاللـــه أمرنا بأن نتعامل بود ورحمة.

تعدد الأدوار

تتضمن دور الزوجة في حياة زوجها العديد من الأدوار المختلفة، فهي صديقة وأخت وابنة وحبيبة وأم، لذلك يجب أن تكوني شبيهة بكل هذه النساء في حياة زوجك. لأنه يحتاج لعنايتك كأم بين الحين والآخر بالإضافة إلى وجودك كصديقة يحتمل استقبالها واحتوائها، وتوجيهه ورعايته، وكذلك يحتاج لمشاعر الطفولة داخله، وهذا التواصل بين الأم والابن، وليس بين الزوجة والزوج، مثير للذكريات والمشاعر الدافئة التي كانت حاضرة بين الأم والابن، ويحرك بين الزوجين مشاعر وأحاسيس غنية ودافئة.

تتنوع أدوار الأزواج في حياة زوجاتهم، فهم يكونون الأب والأخ والابن والحبيب، لذا ينبغي لهم أن يكونوا أيضًا كالأب الذي يساعد في نمو زوجتها، فالأب - بإذن الله - يعتبر حاميًا لها، جامعًا بين القوة والرأي الصائب والثِّبات والمسؤولية، فتجد إلهامًا في داخلك وتنتصر به.

توزيع المسؤولية

تتميز العلاقة الزوجية عن أي علاقة أخرى، حيث تقوم على شروط محددة أو غير محددة، وتتطلب الندية والتكافؤ والتوزيع العادل للمسؤوليات. ويمكن أن يكون أحد الزوجين ضعيفًا أو عاجزًا أو يواجه قصوراً معينًا، ويتحمل الشريك الآخر تعويض هذا العجز أو النقص. تعتبر العلاقة الزوجية علاقة مباركة بين الزوج والزوجة، ويتمتع كل شخص بمواصفاته وخصائصه الخاصة، وتقوم الحياة بتحديد الأدوار والمسؤوليات بناءً على إمكانياته وطبيعته وتكوينه.

لا يجوز للطرفين التنازع في مسؤولية الطرف الآخر ، ولا يلزم الطرف الآخر بتحمل المسؤولية التي يجب أن يتحملها. الدعوة إلى المساواة دعوة تفتقر إلى فهم طبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة. 

لا ينبغي لكل طرف أن يعامل الآخر على قدم المساواة. إنها علاقة بدون أي شك في الاستفزاز أو المنافسة ، لأن طبيعة المرأة والرجل لا يمكن أن تكونا متطابقتين تمامًا ، لأنهما مختلفان تشريحيًا وفسيولوجيًا ونفسيًا. فالرجال كالنساء يهتدون بالفطرة الفطرية للرجل صلى الله عليه وسلم على قول الرسول: أنتم جميعًا رعاة ، وكل واحد منكم مسؤول عن قطيعه.

دع كل واحد منكم يتحمل مسؤوليته الخاصة ، ودع كل واحد منكما يحمل الآخر على كتفيك إذا كان الآخر لا يستطيع تحمل بعض المسؤولية. الزواج ليس شركة أو مؤسسة أو صفقة بل حب وتعاون وتكامل وتعايش.


Post a Comment

أحدث أقدم